كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: السر ما أسره ابن آدم في نفسه {وأخفى} ما خفي ابن آدم مما هو فاعلة، قبل أن يعلمه، فإنه يعلم ذلك كله، فعلمه فيما مضى من ذلك، وما بقي علم واحد وجميع الخلائق عنده في ذلك، كنفس واحدة وهو كقوله: {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} [لقمان: 28].
وأخرج الحاكم وصححه، عن ابن عباس في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: السر ما علمته أنت، وأخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وأبو الشيخ في العظمة، والبيهقي بلفظ: يعلم ما تسر في نفسك، ويعلم ما تعمل غدًا.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: أخفى من السر ما حدثت به نفسك، وما لم تحدث به نفسك أيضًا مما هو كائن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: الوسوسة، والسر العمل الذي تسرون من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الحسن قال: السر ما أسر الرجل إلى غيره، وأخفى من ذلك ما أسر في نفسه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في الآية. قال: السر ما تسر في نفسك، وأخفى من السر، ما لم يكن بعد وهو كائن.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن عكرمة في الآية. قال: السر ما حدث به الرجل أهله، وأخفى ما تكلمت به في نفسك.
وأخرج عبد بن حميد، عن الضحاك في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: السر ما أسررت في نفسك {وأخفى} ما لم تحدث به نفسك.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن زيد بن أسلم في قوله: {يعلم السر وأخفى} قال: يعلم أسرار العباد {وأخفى} سره فلا نعلمه والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {إني آنست نارًا} أي أحسست نارًا. {أو أجد على النار هدى} قال: من يهديني.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: من يهديني إلى الطريق، وكانوا شاتين فضلوا الطريق.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: {أو أجد على النار هدى} يقول: من يدل على الطريق.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: يهديه الطريق.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة في قوله: {أو أجد على النار هدى} قال: هادٍ يهديني إلى الماء.
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن وهب بن منبه قال: لما رأى موسى النار، انطلق يسير، حتى وقف منها قريبًا، فإذا هو بنار عظيمة: تفور من ورق شجرة خضراء شديدة الخضرة، يقال لها العليق، لا تزداد النار فيما يرى إلا عظمًا وتضرمًا، ولا تزداد الشجرة على شدة الحريق، إلا خضرة وحسنًا! فوقف ينظر لا يدري ما يصنع، إلا أنه قد ظن أنها شجرة تحترق، وأوقد إليها موقد، فنالها فاحترقت، وإنه إنما يمنع النار، شدة خضرتها، وكثرة مائها، وكثافة ورقها، وعظم جذعها، فوضع أمرها على هذا، فوقف وهو يطمع أن يسقط منها شيء فيقتبسه، فلما طال عليه ذلك، أهوى إليها بضغث في يده وهو يريد أن يقتبس من لهبها، فلما فعل ذلك موسى مالت نحوه كأنها تريده، فاستأخر عنها وهاب، ثم عاد فطاف بها، ولم تزل تطمعه ويطمع بها، ثم لم يكن شيء بأوشك من خمودها، فاشتد عند ذلك عجبه وفكر موسى في أمرها، فقال: هي نار ممتنعة لا يقتبس منها، ولكنها تتضرم في جوف شجرة فلا تحرقها، ثم خمودها على قدر عظمها في أوشك من طرفة عين. فلما رأى ذلك موسى قال: إن لهذه شأنًا. ثم وضع أمرها على أنها مأمورة أو مصنوعة، لا يدري من أمرها ولا بما أمرت ولا من صنعها ولا لم صنعت، فوقف متحيرًا لا يدري أيرجع أم يقيم؟ فبينا هو على ذلك، إذ رمى بطرفه نحو فرعها فإذا هو أشد مما كان خضرة ساطعة في السماء، ينظر إليها يغشى الظلام، ثم لم تزل الخضرة تنوّر وتصفر وتبيض حتى صارت نورًا ساطعًا عمودًا بين السماء والأرض، عليه مثل شعاع الشمس، تكل دونه الأبصار، كلما نظر إليه يكاد يخطف بصره، فعند ذلك اشتد خوفه وحزنه، فرد يده على عينيه، ولصق بالأرض وسمع الحنين والوجس. إلا أنه سمع حينئذ شيئا لم يسمع السامعون بمثله عظمًا! فلما بلغ موسى الكرب واشتد عليه الهول نودي من الشجرة، فقيل: يا موسى، فأجاب سريعًا، وما يدري من دعاه؟ وما كان سرعة إجابته إلا استئناسًا بالإنس، فقال لبيك مرارًا إني لأسمع صوتك، وأحس حسك، ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ قال: أنا فوقك ومعك وخلفك وأقرب إليك من نفسك. فلما سمع هذا موسى علم أنه لا ينبغي هذا إلا لربه، فأيقن به، فقال: كذلك أنت يا إلهي، فكلامك اسمع أم رسولك؟ قال: بل أنا الذي أكلمك فادن مني، فجمع موسى يديه في العصا، ثم تحامل حتى استقل قائمًا، فرعدت فرائصه حتى اختلفت، واضطربت رجلاه، وانقطع لسانه وانكسر قلبه، ولم يبق منه عظم يحمل آخر، فهو بمنزلة الميت، إلا أن روح الحياة تجري فيه، ثم زحف على ذلك وهو مرعوب، حتى وقف قريبًا من الشجرة التي نودي منها فقال له الرب تبارك وتعالى: {ما تلك بيمينك يا موسى} قال: هي عصاي.
قال: ما تصنع بها؟- ولا أحد أعلم منه بذلك- قال موسى: {أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى} قد علمتها، وكان لموسى في العصا مآرب، كان لها شعبتان ومحجن تحت الشعبتين، فإذا طال الغصن حناه بالمحجن، وإذا أراد كسره لواه بالشعبتين، وكان يتوكأ عليها ويهش بها، وكان إذا شاء ألقاها على عاتقه، فعلق بها قوسه وكنانته ومرجامه ومخلاته وثوبه، وزادًا إن كان معه، وكان إذا ارتع في البرية حيث لا ظل له ركزها، ثم عرض بالوتد بين شعبتيها، وألقى فوقها كساءه فاستظل بها ما كان مرتعًا، وكان إذا ورد ماء يقصر عنه رشاؤه وصل بها، وكان يقاتل بها السباع عن غنمه. قال له الرب {ألقها يا موسى} فظن موسى أنه يقول: ارفضها. فألقاها على وجه الرفض، ثم حانت منه نظرة، فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يرى! يلتمس كأنه يبتغي شيئًا يريد أخذه، يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلتقمها، ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها، عينان توقدان نارًا، وقد عاد المحجن عرقًا فيه شعر مثل النيازك، وعاد الشعبتان فهما مثل القليب الواسع فيه أضراس وأنياب لها صريف، فلما عاين ذلك موسى {ولى مدبرًا ولم يعقب} [النمل: 10] فذهب حتى أمعن ورأى أنه قد أعجز الحية، ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ثم {نودي يا موسى} أن ارجع حيث كنت، فرجع وهو شديد الخوف فقال: خذها بيمينك ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى. قال: وكان على موسى حينئذ مدرعة فجعلها في يده، فقال له ملك: أرأيت يا موسى لو أذن الله بما تحاذر؟ أكانت المدرعة تغني عنك شيئًا قال: لا. ولكني ضعيف ومن ضعف خلقت. فكشف عن يده ثم وضعها على فم الحية، ثم سمع حس الأضراس والأنياب، ثم قبض فإذا هي عصاه التي عهدها، وإذا يده في موضعها الذي كان يضعها إذا تؤكأ بين الشعبتين. قال له ربه: ادن، فلم يزل يدنيه حتى شد ظهره بجذع الشجرة. فاستقر وذهبت عنه الرعدة، وجمع يديه في العصا، وخضع برأسه وعنقه ثم قال له: إني قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي لبشر بعدك أن يقوم مقامك... إذ أدنيتك وقربتك حتى سمعت كلامي، وكنت بأقرب الأمكنة مني، فانطلق برسالتي، فإنك بعيني وسمعي، وإن معك يدي وبصري، وإني قد ألبستك جبة من سلطاني، لتكمل بها القوّة في أمري، فأنت جند عظيم من جنودي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر من نعمتي، وأمن مكري، وغرته الدنيا حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وعد من دوني، وزعم أنه لا يعرفني، وإني لأقسم بعزتي: لولا العذر والحجة التي وضعت بيني وبين خلقي... لبطشت به بطشة جبار- يغضب لغضبه السموات والأرض والجبال والبحار- فإن أمرت السماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت البحار غرقته، وإن أمرت الجبال دمرته، ولكنه هان عليّ وسقط من عيني، وَسعَهُ حلمي، واستغنيت بما عندي، وحق لي أني أنا الغني لا غني غيري، فبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي، وإخلاص اسمي، وذكره بآياتي، وحذره نقمتي وبأسي، وأخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي {وقل له} فيما بين ذلك: {قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى} وأخبره أني إلى العفو والمغفرة أسرع مني إلى الغضب والعقوبة، ولا يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي ليس يطرف ولا ينطق ولا يتنفس إلا بإذني، وقل له: أجب ربك فإنه واسع المغفرة فإنه قد أمهلك أربعمائة سنة؛ في كلها أنت مبارزه بالمحاربة، تتشبه وتتمثل به وتصد عباده عن سبيله، وهو يمطر عليك السماء، وينبت لك الأرض، لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب، ولو شاء أن يجعل لك ذلك أو يسلبكه فعل، ولكنه ذو أناة وحلم عظيم، وجاهده بنفسك وأخيك، وأنتما محتسبان بجهاده، فإني لو شئت أن آتيه بجنود لا قبل له بها فعلت، ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجموعه: أن الفئة القليلة، ولا قليل مني تغلب الفئة الكبيرة بإذني، ولا يعجبنكما زينته ولا ما متع به، ولا تمدا إلى ذلك أعينكما، فإنها زهرة الحياة الدنيا، وزينة المترفين، وإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة، يعلم فرعون- حين ينظر إليها- أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت، ولكن أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما، وكذلك أفعل بأوليائي، وقد نما ما حويت لهم من ذلك، فإني لأذودهم عن نعيمها ورخائها؛ كما يذود الراعي الشفيق غنمه من مواقع الهلكة، وإني لأجنبهم شكوها وغنمها، كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة، وما ذاك لهوَانِهم عليّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالمًا موفرًا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى، واعلم أنه لم يتزين إليّ العباد بزينة... هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا، فإنه زينة المتقين عليهم منه: لباس يعرفون به من السكينة والخشوع {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} [الفتح: 29] أولئك هم أوليائي حقًا فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك ولسانك، واعلم أنه من أهان لي وليًا أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة، وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني إليها، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، فيظن الذي يحاربني أو يعاديني أن يعجزني، أو يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني، وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة؟! لا أكل نصرتهم إلى غيري، قال: فأقبل موسى إلى فرعون في مدينة قد جعل حولها الأسد في غيضة قد غرسها، والأسد فيها مع ساستها إذا أرسلها على أحد أكلته، وللمدينة أربعة أبواب في الغيضة، فأقبل موسى من الطريق الأعظم الذي يراه فرعون، فلما رأته الأسد صاحت صياح الثعالب، فأنكر ذلك الساسة وفرقوا من فرعون، فأقبل موسى حتى انتهى إلى الباب الذي فيه فرعون فقرعه بعصاه وعليه جبة من صوف وسراويل، فلما رآه البوّاب عجب من جراءته فتركه ولم يأذن له، فقال هل تدري باب من أنت تضرب؟! إنما أنت تضرب باب سيدك.
قال: أنت وأنا وفرعون عبيد لربي، فأنا ناصره، فأخبر البوّاب الذي يليه من البوابين، حتى بلغ ذلك أدناهم ودونه سبعون حاجبًا، كل حاجب منهم تحت يده من الجنود ما شاء الله، حتى خلص الخبر إلى فرعون فقال: أدخلوه عليّ، فأدخل فلما أتاه قال له فرعون: أعرفك؟ قال: نعم. قال: {ألم نربك فينا وليدًا} [الشعراء: 18] قال: فرد إليه موسى الذي رد. قال: فرعون خذوه. فبادر موسى {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين} [الشعراء: 32] فحملت على الناس فانهزموا منها، فمات منهم خمسة وعشرون ألفًا، قتل بعضهم بعضًا، وقام فرعون منهزمًا حتى دخل البيت فقال لموسى: {اجعل بيننا وبينك موعدًا} ننظر فيه. قال: موسى: لم أؤمر بذلك، إنما أمرت بمناجزتك، وإن أنت لم تخرج إليّ دخلت عليك. فأوحى الله إلى موسى: أن اجعل بينك وبينه أجلًا، وقل له: أن يجعله هو. قال فرعون: اجعله إلى أربعين يومًا ففعل. قال: وكان فرعون لا يأتي الخلاء إلا في كل أربعين يومًا مرة، فاختلف ذلك اليوم أربعين مرة. قال: وخرج موسى من المدينة، فلما مر بالأسد خضعت له بأذنابها، وسارت مع موسى تشيعه، ولا تهيجه، ولا أحدًا من بني إسرائيل.
{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}.
أخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن علي رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمار ميت، فقيل له اخعلهما.
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه قال: ما بال خلع النعلين في الصلاة؟ إنما أمر موسى بخلع نعليه، إنهما كانا من جلد حمار ميت.
وأخرج عبد بن حميد، عن كعب رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كان نعلا موسى من جلد حمار ميت، فأراد ربك أن يمسه القدس كله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الزهري في قوله: {فاخلع نعليك} قال: كانتا من جلد حمار أهلي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانت نعلا موسى التي قيل له اخعلهما: من جلد خنزير.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {فاخلع نعليك} قال كي تمس راحة قدميك الأرض الطيبة.
وأخرج الطبراني، عن علقمة؛ أن ابن مسعود أتى أبا موسى الأشعري منزله، فحضرت الصلاة فقال أبو موسى- رضي الله عنه- تقدم يا أبا عبد الرحمن، فإنك أقدم سنًا وأعلم. قال: لا. بل تقدم أنت، فإنما أتيناك في منزلك، فتقدم أبو موسى رضي الله عنه فخلع نعليه، فلما صلى قال له ابن مسعود:- رضي الله عنه- لم خلعت نعليك؟ أبالواد المقدس أنت؟ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الخفين والنعلين.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إنك بالواد المقدس} قال: المبارك {طوى} قال: اسم الوادي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة- رضي الله عنه- في قوله: {بالواد المقدس} قال: الطاهر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {بالواد المقدس} قال: واد بفلسطين قدس مرتين.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {بالواد المقدس طوى} يعني الأرض المقدسة، وذلك أنه مر بواديها ليلًا فطوي. يقال: طويت وادي كذا وكذا، والطاوي من الليل وارتفع إلى أعلى الوادي، وذلك نبي الله موسى عليه السلام.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنك بالواد المقدس} قال المبارك: {طوى} قال: اسم الوادي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مبشر بن عبيد {طوى} بغير نون وادٍ بإيلة زعم أنه طوي بالبركة مرتين.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {طوى} قال: طا الوادي.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله: {طوى} قال طا الأرض حافيًا كما تدخل الكعبة حافيًا.
يقول: من بركة الوادي، هذا قول سعيد بن جبير. قال: وكان مجاهد رضي الله عنه يقول: {طوى} اسم الوادي.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بالواد المقدس طوى} قال: واد قدس مرتين واسمه {طوى}.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ {طوى} برفع الطاء وبنون فيها.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«مكتوب على باب الجنة: إنني أنا الله لا إله إلا أنا لا أعذب من قالها».